كونك معلمة في مرحلة ما قبل المدرسة (رياض اطفال) فإنّ الأمر لا يتعلق فقط من مجرّد تدريس الأكاديميين ؛ و إنّما يتعلّق الأمر أيضاً بمساعدة الأطفال على التواصل مع الآخرين وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.
على سبيل المثال ، يساعد معلمو ما قبل المدرسة الأطفال على تعلّم المشاركة والتناوب والتعبير عن مشاعرهم بشكل صحّي.
يتضمن ذلك خلق بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن للأطفال تعلّم كيفية التعامل مع مشاعرهم ، وتكوين علاقات إيجابية مع أقرانهم والبالغين ، وتنمية التعاطف واللّطف.
* هل لديك شغفٌ و حماس تجاه العمل مع الأطفال ؟ إذن هذا المسار الوظيفي هو لك.
سوف أدناه تقرأ قصة سوسن الأجنبية المولد و التي تعمل كمعلّمة في مرحلة ما قبل المدرسة في مدينة هيلسينجبورج. ستشارك نصائحها القيّمة مع المهتمّين بمعرفة المزيد عن المهنة.
من هي سوسن؟

في عام 2005 ، وصلت سوسن إلى السويد ، ولم تكمل بعد دراستها الجامعية في وطنها الأمّ . عند وصولها، بدأت في تعلم اللغة السويدية واضطرّت إلى إعادة جميع المواد الدراسيّة للمرحلة الثانوية ابتداءً من عام 2006 . لقد عملت بجدّ أثناء إجازة الوالدين لاكمال الدورات الدراسيّة ، وانتهت أخيراً في عام 2014.
بعد فترةٍ وجيزة ، بدأت في ممارسة عملها كمعلّم بديل في دور الحضانة والمدارس.
هل يمكنك إخبارنا كيف بدأت رحلتك كمعلّمة في مرحلة ما قبل المدرسة؟
اكتشفت حبّي للعمل مع الأطفال وبدأت في اكتساب الخبرة من خلال العمل كمعلّم بديل. ولتعزيز معرفتي بأنشطة الأطفال وثقافتهم ، تابعت دراستي بدوامٍ كاملٍ في جامعة هالمستاد. على الرغم من كلّ التّحديات، إلا أن الالتزام والمهارات اللّغوية المطلوبة لكتابة المهام وإجراء البحوث كانت تستحق العناء. لقد حصلت على دعمٍ و تشجيعٍ كبيرين من أساتذتي لا يقدران بثمن ، مما ساعدني على اكتساب الثّقة والبقاء على المسار الصحيح طوال رحلتي الأكاديمية.
لماذا اخترتِ مهنة تعليم الطفولة المبكرة؟
العمل مع الأطفال يملؤني بالإلهام والسعادة، فأنا أدرك دوري الأساسيّ في تهيئة الأطفال ليكونوا ناجحين في المستقبل.
فمن خلال خلق بيئة راعية و محفّزة ، يمكنني تشجيع الأطفال على اكتشاف عالمهم وتطوير مهارات جديدة وغرس حب التعلم في أنفسهم . من خلال عملي أقوم بتعزيز المهارات الأساسية مثل حلّ المشكلات والتفكير التحليلي والعمل الجماعي ، والتي ستفيد هؤلاء الطلاب الصغار طوال حياتهم. فأن تكون جزءًا من نمو الأطفال وتطورهم هو تجربة رائعة ومجزية حقًا.
ما هي أهم الجوانب بالنسبة لك في يومك كمعلّم في مرحلة ما قبل المدرسة؟
بصفتي معلّمةً مختصّةً لمرحلة ما قبل المدرسة ، فإنّ برنامجنا الصّباحيّ هو الّذي يحدّد مسار بقية اليوم. إنّنا نبدأ يومنا بتحيّة طلّابنا وعائلاتهم يوميًا بدفء وإيجابية ، ممّا يخلق جوّاً من الألفة و المحبّة و يساهم في تعزيز التعلّم و التّطور .
تختلف أنشطتنا اليومية حسب أهدافنا وخططنا الاسبوعية أو الشهرية. إنّ قضاء الوقت في الهواء الطلق والانخراط في اللعب والأنشطة البدنية له أهميّة بالغة بالنسبة لتعليم الأطفال الّذين تتراوح أعمارهم بين ٣ و ٦ سنوات، بالإضافة إلى تشجيع طلابنا على تطوير مهاراتهم الاستقلالية والتنظيمية. على سبيل المثال ، يتم تشجيع كلّ طفلٍ على المساعدة في إعداد طاولة وجباتهم. التخطيط للدروس هام جداً ويجب ان نأخذ في عين الاعتبار الموضوع ونختار المواد المناسبة له ، مثل القصص ذات الطابع الحسابي مثلاً أو العمل باستخدام المكعبات، التي تلبي احتياجات واهتمامات الطلاب المتنوعة .
نتفهم أيضًا أن بعض الطلاب يحتاجون إلى دعم إضافيّ بسبب حالات طبية مثل مرض السكري. ولذلك ، فإننا نولي اهتماماً وثيقاً للاحتياجات الفريدة لكلّ طفلٍ ونقدّم المساعدة والرعاية الشخصّية حسب الحاجة.
ما هي نصائحك للمغتربين المهتمين بالعمل كمعلمين في مرحلة ما قبل المدرسة؟
. يجب على معلّم ما قبل المدرسة المغترب أن يفهم ويقدّر الخلفيات الثّقافية لجميع الطلاب وأسرهم مع مراعاة الاختلافات الثقافية المحتملة وذلك تجنباً لسوء التفاهم.
. إتقان اللّغة، يجب أن يكون معلّم الحضانة ماهراً في اللغة التي يتحدّث بها الطلاب في صفّه لتسهيل التواصل معهم وتقديم أفضل تجربة تعليمية بشكلٍ فعّال.
. ان يتحلى بالصّبر والقدرة على التكيّف، بما أنّ الأطفال يأتون من خلفياتٍ و ثقافاتٍ متنوعة فهم يحتاجون إلى مزيدٍ من الصّبر والتّفهّم. يجب أن يكون المعلّمون قادرين على التكيّف مع المواقف وعلى درايةٍ بأساليب التعلّم المتطوّرة والمختلفة.
. الإبداع: لمساعدة الأطفال على التعلم من خلال اللّعب والاستكشاف ، لذا فإن الإبداع هو رصيد لا يقدّر بثمن للمعلّمين في تصميم الأنشطة الطلابية .
Comments